ماجد عبد الله، أحد لاعبي كرة القدم الأكثر شهرة في المملكة العربية السعودية، يحتفل بمسيرته الاستثنائية مع النصر. لفهم رحلته ليصبح أسطورة كرة قدم، من الضروري التعمق في طفولته.
ولد ماجد أحمد عبد الله في 1 نوفمبر 1959 في جدة بالمملكة العربية السعودية. منذ صغره، أظهر ماجد موهبة طبيعية في كرة القدم. والده أحمد عبد الله كان لاعب كرة قدم سوداني لعب لنادي الوحدة بمكة المكرمة. لعب هذا الارتباط العائلي بهذه الرياضة دورًا حاسمًا في تعزيز اهتمام ماجد وشغفه المبكر بكرة القدم.
نشأ ماجد في عائلة تحب كرة القدم، وقد تعرف على هذه الرياضة في سن مبكرة. غالبًا ما كان يلعب مع إخوته وأصدقائه في الشوارع والأماكن الخالية في جدة، حيث صقل مهاراته وأظهر مراوغة استثنائية وسرعة وقدرة خارقة على تسجيل الأهداف.
التحق ماجد بمدرسة البادية الابتدائية، حيث سرعان ما لفتت موهبته الكروية انتباه معلميه وأقرانه. وإدراكًا لإمكانياته، شجعه معلمو التربية البدنية في مدرسته على الانضمام إلى فريق كرة القدم بالمدرسة. أتاحت هذه الفرصة لماجد تلقي تدريب منظم والمشاركة في المباريات المنظمة، مما أدى إلى تحسين قدراته.
أدائه الرائع على مستوى المدرسة لم يمر دون أن يلاحظه أحد. بدأ الكشافة والمدربون المحليون في الاهتمام بالمعجزة الشابة. لم يمض وقت طويل حتى انضم ماجد إلى فريق شباب نادي الاتحاد في جدة. كانت هذه خطوة مهمة في بداية مسيرته المهنية، مما أتاح له التعرض لكرة قدم أكثر تنافسية ومرافق تدريب أفضل.
في عام 1975، انتقلت عائلة ماجد إلى الرياض، وكانت تلك لحظة محورية في حياته ستشكل مستقبله المهني. حصل والده على وظيفة في العاصمة، واستقرت الأسرة في منزلهم الجديد. أتاحت هذه الخطوة لماجد فرصًا جديدة لتعزيز مسيرته الكروية.
وفي الرياض، انضم ماجد إلى فريق شباب النصر، أحد أندية كرة القدم الرائدة في المدينة. كان لدى النصر أكاديمية شبابية راسخة معروفة بإنتاج المواهب من الدرجة الأولى. كان انضمام ماجد إلى الأكاديمية بمثابة شهادة على سمعته المزدهرة باعتباره معجزة في كرة القدم.
في النصر، تلقى ماجد تدريبًا صارمًا على يد مدربين ذوي خبرة أدركوا إمكاناته. ركزت أكاديمية الشباب بالنادي على تطوير المهارات الفنية والفهم التكتيكي والتكيف البدني. إن تفاني ماجد في التدريب وسعيه الدؤوب لتحقيق التميز يميزه عن أقرانه.
أبرز جوانب تدريب ماجد في النصر:
أداء ماجد في مباريات الشباب لم يكن أقل من مذهل. إن قدرته على تسجيل الأهداف باستمرار وتقديم مسرحيات حاسمة أكسبته سمعة كنجم صاعد في كرة القدم السعودية. كان المدربون وزملاؤه على حد سواء في حالة من الرهبة من موهبته الطبيعية وأخلاقيات العمل.
أتى سعي ماجد الدؤوب لتحقيق التميز بثماره عندما تمت ترقيته إلى فريق النصر الأول في عام 1977 عن عمر يناهز 18 عامًا. وكان موسمه الأول مع الفريق الأول بمثابة شهادة على استعداده للعب في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم. وسرعان ما أصبح لاعباً رئيسياً في النصر، حيث أظهر براعته في تسجيل الأهداف وقيادته على أرض الملعب.
خبراته المبكرة وتدريباته خلال سنوات طفولته ومراهقته قد أعدته جيدًا لمواجهة تحديات كرة القدم الاحترافية. رحلة ماجد عبد الله من صبي صغير يلعب في شوارع جدة إلى أن يصبح لاعبًا نجمًا في النصر هي قصة موهبة وتفاني وسعي دؤوب للتميز.
مسيرة ماجد عبد الله اللامعة مع النصر والمنتخب السعودي أكسبته لقب “الجوهرة العربية”. طفولته، التي اتسمت بشغفه بكرة القدم وتصميمه الذي لا يتزعزع، أرست الأساس لمسيرته المهنية التي من شأنها أن تلهم عددًا لا يحصى من لاعبي كرة القدم الشباب في جميع أنحاء العالم العربي.
لا يتم تحديد إرث ماجد عبد الله من خلال سجلاته وإنجازاته فحسب، بل أيضًا من خلال رحلته من صبي صغير لديه حلم إلى أيقونة كرة القدم. قصته بمثابة تذكير بأنه مع الموهبة والعمل الجاد والمثابرة، تصبح العظمة في متناول اليد.